انا طفلة سنى 10 سنوات ولدى مشكلة وهى مشكلة الحب منذ أن كنت فى الصف الاول الإبتدائى أحبيت ولد من اصدقائي ولكن هو أحبنى كصديقة له ولكن انا أحببته كحبيب لى ولكن مع ذلك قال لى كلمة بحبك ثلاث مرت بتعبير جميل جدا وأنا الان فى الصف الرابع الابتدائى والى الان وهو فى نفسى وعندما دخلت الصف الرابع الابتدائى إنفصلنا كان البنات فى فصل والاولاد فى فصل وكنا نتقابل فى الفسحة ولذلك ارجوا حل لهذة المشكلة و شكرا
السلام عليكم:
أنا والدة الطفلة والرساله أعلاه كتبتها هى دون أن احذف كلمة واحدة منها فهى لله الحمد متفوقه فى دراستها ومشكلتها هذه تؤرقنى وأنا مطلقة من والدها ولا يسأل عنها منذ 7 سنوات أرجو الرد على وتوجيه كلمة لإبنتى والنصيحة لى التى عهدتها دائما من موقعكم الموقر وجزاكم الله كل الخير
اسم المستشار: د. محمود عبد الحي
أيتها الأم الفضلى.
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
بداية أعانك الله على متاعب الحياة وصعوبات التربية، وسدد على طريق الهدى والصلاح خطاك، وجزيت خيرا على حسن تربيتك لأولادك وحرصك على تقويمهم، وإبشري -إن أفلحت بذلك- بالجنة التي وعدنا به المولى عز وجل، ورسوله الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه.
وبعد:
الحب أجمل عاطفة وأقدس المشاعر، وأرق إحساس، به نحيا وبدونه لا تستقيم الحياة، والإنسان الذي لم ينبض قلبه بالحب هو إنسان لا يعرف للحياة طعم ولم يزر قلبه نور الإيمان، نعم لأن الحب والإيمان لا يفترقان فحبنا لله إيمان به، وحبنا لديننا إعتقاد فيه، وحبنا لرسولنا سبيل لإستقامة حياتنا.
ما أجمل طفلتك، وما أروعها، وما أرقها، وما أحس مستواها الدراسي! بارك الله لك فيها وجعلها قرة عين لك في الدنيا والآخرة.
لقد عدت بذاكرتي وأنا أقرأ كلماتها للوراء عشرات السنوات، وتذكرت حبي لزميلاتي في المرحلة الابتدائية، وحبي لهن، ولغيرهن بعد ذلك، وكيف كان هذا الحب شريفا طاهرا عفيفا يدفعني دائما للتفوق والتميز، تذكرت هذا كله فإبتسمت وتمنيت أن تكون طفلتك بين يدي لإحتضنها وأضمها إلى صدري، وأقبل جبينها وأمسح على رأسها، هذا ما ينبغي أن تفعليه مع طفلتك، فهي إنسان مرهف ونبضها يفيض بالحيوية والحياة.
أختي الفضلى: إطمئني ابنتك في مأمن وليس عليها جناح ولا إثم، وليس في مشاعرها لزميلها في الصف ما يشينها، تحدثي إليها كثيرا وأشبعيها حبا وضحكا وإبتسامات وأفرغي كل ما في خزائنها ومكنونات صدرها من مشاعر وأفسحي لها المجال لذلك دونما زجر ولا نهر لتكوني دائما محل ثقتها، وأفهميها ببساطة أن هذا الشعور جميل وأننا جميعا تعرضنا له في صغرنا ولكن علينا ألا نخرجه عن إطاره الشرعي، وما يحكمنا من عادات وتقاليد إجعليها تعبر عن مشاعرها لك، ولأبيها هداه الله ولكل زملائها وزميلاتها حتى تخرج بحبها ومشاعرها من إطار الخصوصية إلى إطار العمومية فتفيض حبا على كل من حولها.
مرة أخرى هنيئا لك بإبنتك، وإياك وزجرها أو نهرها، حفظكم الله جميعا من كل مكروه.
المصدر: موقع المستشار.